الغموض والمأساة في الأدب والفن - اعرف

 

الغموض والمأساة في الأدب والفن

 

العقيد بن دحو

 


لعل غربة فنان في الأدب والفنان الحديثين أكثر من أي تجربة أخرى : تشير بكيفية أو بأخرى الى أربعة مبدعين عباقرة تباينت بهم السبل :

 

- غربة أو عزلة "فيني" البرج العاجي

 

- عزلة أو غربة "هوغو" في جزره

 

- عزلة أو غربة " رامبو" في اسفاره وهربه

 

- عزلة أو غربة "كلوديل" في تأملاته الدينية

 

- عزلة أو غربة "جويس" غب منفاه من دبلن .

 

كانت هذه الغربة أكثر من ضرورية لتوضح أعلى ميزة المزاج الذي أشار اليه الشاعر السيريالي (لوتريامون).

 

كانت المكون الجوهري ليدرك الفنان في عزلته أو غربته التي هي ارثه ' ان العالم الذي سيكتب عنه أو يرسمه هو كائن مكنون قائم بذاته أولا , لقد تعلم بالتراكم وبالإضافات أن العالم الذي يحيط به عالم شخصي فريد , وكوني عام في آن واحد.

 

ولعل قصيدة " أناشيد مالدورور)/( maldoror ) : فكرة الصلة المباشرة بين الإنسان والعالم الطبيعي ما قبل التاريخ , انسانا ملتصقا بذاكرته الحيوانية وهو بالتالي ( سادي) , مجبول على التلذذ بعذابات الأخرين , انه الكائن الذي سحرك ويتصرف انطلاقا من طبيعة القسوة , أي الكائن المادي المحض القرش مثلا والكائن الروحي الطي يسمبه الله , أي بين المادة ة الروح , وبالتالي بين الوجود الحيواني والوجود ا إلإلهي , حاجة الفلاد الى (اللانهائي) متجسدة في عبارته الشهيرة : " انا كالكلاب , استشعر الحاجة الى نهاية , ولكن غي حاجته الى أن يكون ابن قرش أو نمر.

 

ان مركز هذه العزلو أو الغربة قائم في مشهد تثنية الغموض , نموذج الجمال :. الذي يمزج بين الغموض و الفاجعة و الشقاء/mystére - malheur عبارة بودلير الشهيرة أو الكلمتان اللتان أحبهما الشاعر.

 

ولعل صرخة بودلير المتحيزة العريبة , يكتنفها الإغراب والشك واللا أدري : من سشتحق الإحترام ؟

 

وحدهم الثلاث من يستحقون الشرف و الإحترام : الكاهن أو العراف - المحارب أو المقاتل - الشاعر. أما الباقون يمارسون الحرف " .

 

هؤلاء من سشكلون أسطورة فنان في " قلبي عاريا"/mon coeur nu .كما ينسب بودلير الى هؤلاء الثلاث افعال ثلاث أيضا.

 

كما ينسب للكاهن فعل المعرفة , والى المحارب فعل القتل , والى الشاعر فعل الخلق. كما هي متجلية في أنثى القرش ( المعرفة - القتل - الحلق ) أسطورة فنان الممزوجو بثنائية الغموض والفجيعة المأساة. كما هي ايضا متجلية في (أوديب ملكا) للشاعر الإغريقي الدرامي صوفوكليس .

 

بمعنى الكاتب الأديب والفنان يمارس نوغا من أنواع المرض النفسي (الكبث النفسي) السادية في قمة تجلياتها , يكون سمكة القرش , ويطلق العنان البحري للتدمير والتكهن والخلق متحدا مع الكائن الوحش الذي كان بالبدء.

 

لكن هذه الصورة (القرشية) أو (المالدورورية) أملتها أكثلا من ضرورة غربة انسان ,وغربة فنان وليد صورتي المأساة والفجيعة

 

غير أنها سرعان ما يتوج هذا المشهد بميلاد فنى مراهق بري بحري جوي و كائن أخر , حين يصير يشكل أسطورة ثلاثية جمالية أخرى : الثائر - العاشق - الشاعر. غير أن هذا (المراهق) يخفي عشقه وحبه , ويعود الى ارثه وقدره وقصائه الغموض , ويكتفي بالتلميح دون التصريح , والبقية المتبقية ليس صمتا كما ورد على لسان هاملت , وانما حينما يقتنع الجميع من يستحق ومن لا يستحق الإحترام من ضرورة العيش المشترك والحفاط على النزام الإيكولوجي داخل عمق بحار الكتابة , وضرورة من أن يتحد الكاتب مع شخوصه التي ابدغها و أن يشكلا معا حوارا فنيا داخليا وخارجيا حلوا ومفيدا , أن يخلق , و أن يمتغ , و أن يهز كما قالت (سوزا). أن يهز الخلق من ديباجته

Plus récente Plus ancienne