التنكيت على خالية الأمير ..04
التنكيت على خالية الأمير ..04
قال الأمير رحمه الله :
موشحة من طرزكم ببدائع
محجّبة عن كل ذي فطنة
خالِ
التنكيت :
- تخلَّص الشاعر بأسلوب
الالتفات من الغياب إلى الخطاب ومن التمليح إلى التصريح ، ببيان المقصد بالذات
الخال والخلخال وهي القصيدة الموشحة بالبدائع المطرّزة ، والتي هي في خفاء معانيها
باللطف محجبة حتى عن الفطين الخالي ..
- وقوله عن القصيدة
بأنها موشحة يحتمل أنه يريد معنى التوشح بالوشاح ، الذي يشبه القلادة في العنق
يصنع بالحرير والجواهر ليكون كمطلع القصيدة الغراء أو جبهة الوجه الصبوح ، وهذا
يذكر بقولِ العلامة محمد الأمين الشنقيطي وقد دعاه الأصحاب إلى النكاح فأنشد :
دعاني الناصحون إلى
النكاحِ غداة تزوجت بيض الملاحِ
فقالوا لي: "تزوج
ذات دلٍّ خلوب اللحظ جائلة الوشاحِ
ولكن همته أبت عليه
فقال :
فقلت لهم دعوني إن قـــلبي من العي الصراح اليوم
صاحِِ
ولي شغل بأبكار
عــــــذارى كأن وجوهها ضوء الصباحِ
أراها في المهارق
لابســات براقع من معانيها الصحاحِِ
أبيت مفكرا فيها فتضحـــى
لفهم الفدم خافضة الجناحِ
أبحت حريمها جبرا عليها
وما كان الحريم بمستباحِ
ويحتمل أنه أراد
بالوشاح الإشارة إلى فن الموشحات وهي الضرب الشعري الغنائي المعروف ، تشبيها
للقصيدة بها في الحُسن الذي فتن الناس وشغلهم ..
ويحتملُ أنه يريدُ معنى
التوشيح في الشعر ، وهو من أنواع البديع في العروض ويسمى أيضا بالتشريع ، أي بناء
البيْت على قافيتين يصحُّ المعنى بالوقْف على كلٍّ منهُما ، كما صنعه الحريري في
المقامة الشعرية من مقاماته البديعة ، والمعنى في هذا الاشارة إلى بديع القصيدة
وحسنها وما تطرب به النفس ..
- محجبة عن كل ذي فطنة
خالِ : تورية بديعة في الحسن ، إذ أنّ المحجبات من النساء هنَّ اللواتي يصرعن
الألباب ، ويفتحن أمام الأهواء كلّ باب ، وكل ممنوع مرغوب ، والحورٌ مقصورات في
الخيام لأهل النهى والإيمان من الأعلام ..
- كل ذي فطنة خالِ :
الخال هنا معناه : الرجل الحسن القيام على المال، ويقال: هو خال مال وخائل مال ،
ومنه قول ابن هشام في خاليته :
أما ظَفرت كفّاك فِي
عصرنا الْخَالِي
بربة خالٍ لَا يزن بهَا
الْخَالِي ..
أي بصاحبة خال لا يرتاب
بها الرجل الفطن حسن القيام على نفسه ..
..يُتبع ..
أبو المعالي الظاهري
كتاب التكيت على خالية الأمير كاملا من هنا
لا تتردد اترك تعليقا أو استفسارا أو شاركنا رأيك
Kommentar veröffentlichen