التنكيت على خالية الأمير ..05 - اعرف

 

التنكيت على خالية الأمير ..05

 التنكيت على خالية الأمير ..05

قال الأمير رحمه الله :

 


وكسوتها النعماء من كل مُحسن

 

يصدّ لمرآها الشجاع كما الخالِ

 

فما نسج داود كنسج عناكب

 

ولا الغادة الهيفاء تزهو بخلخالِ

 

التنكيت :

 

- يقول عن قصيدة صاحبه أنها مثل المرأة المنعمة التي تكسوها النعمة لتدل بها على الدلال والمكانة بين الأتراب ، وهو معنى دائر على سنن العرب في بيان منزلة المرأة بتنعمها .. كقول امرئ القيس :

 

وبيضة خدر لايرام خباؤها *** تمتعت من لهو بها غير معجلِ

 

لا يرام خباؤها لعزّها ومكانتها وتنعهما ، وهي بيضة خدر منعمة أيضا ..

 

وكقول امرئ القيس أيضا :

 

ويضحي فتيت المسك فوق فراشها ... نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضلِ

 

ونومها الضحى كناية عن ترفها والنعيم الذي كانت تعيشه لأنه مخدومة ..

 

وجاء في حديث أمّ زرع : زوجي أبو زرع فما أبو زرع، أَنَاسَ من حلي أذني، وملأ من شحم عَضُدَي، وبَجَّحَنِي فبجحت إلي نفسي، وجدني في أهل غُنيمة بشق، فجعلني في أهل صَهِيلٍ وأَطِيطٍ، ودائس ومُنَق، فعنده أقول فلا أُقبَّح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقنَّح.. ..

 

- يصدّ لمرآها الشجاع كما الخالِ .. لتنعمها يصد عنها الشجاع وهو هنا من ألفاظ الأضداد والمقصود به الجبان ، أي يصد عنها الجبان ، كناية عن عزها ومنعتها وتدللها ، وكذلك القصيدة لا يجرؤ على معانيها إلا الشجاع ذو قوة القلب في النظر للبديع والبيان بعين باصرة فاحصة ..

 

والخالُ هنا هو الرجل الرعديد الجبان ، ومنه قول الشاعر في الخالية التي أوردها الصفدي :

 

وقد علمتْ أني وإن ملت للصبا ... إذا القوم كعوا لست بالرعّش الخالِ

 

أي لست بالجبان الذي يعرش خوفا ..

 

- فما نسج داود كنسج عناكب .. ليس نسج داود عليه السلام الذي أخبرنا الله عنها (وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون) مثل نسج العنبكوت الذي أخبرنا الله عنه كمثل العنكبوت اِتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون .. فكذلك لا يمكن أن تكون معاني القصيدة واضحة لمن كانت حاله كحال نسج العنكبوت أمام قصيدة كلباس الحديد الذي صنعه داود عليه السلام ..

 

- ولا الغادة الحسناء تزهو بخلخالِ ..لحسنها استغنت عن الزينة ، وكذلك القصيدة الحسنة تنطق عن نفسها زهوا وتيها وجمالا ..

 

..يتبع ..

 

أبو المعالي الظاهري

كتاب التكيت على خالية الأمير كاملا من هنا

Previous Post Next Post