التنكيت على كتاب[ قيد الأوابد من حياة خالد] للعلّامة عبد المجيد حبة العقبي رحمه الله ..09 - اعرف

 

التنكيت على كتاب[ قيد الأوابد من حياة خالد] للعلّامة عبد المجيد حبة العقبي رحمه الله ..09

 


* الموضع التاسع :

 

قال المصنف رحمه الله في معرض بيان عدم الغرابة في إثبات نبوة خالد بن سنان : " .. ونحن إنما عرفنا منهم أفرادا قليلين ، بل أقل من القليل فقد جاء في صحيح ابن حبان وغيره عن أبي ذر مرفوعا ما يفيد أن الأنبياء مئة وعشرون أو أربعمئة وعشرون ألفا منهم الرسل بضعة عشر وثلاثمئة ، وسواء كان هذا الحديث صحيحا كما قيل أو غير صحيح كما قال البعض فأنتم خبيرون بأنهم أكثر من كثير من هذا القدر الذي عرفنا منهم .." اهـ

 

التنكيت :

 

* عن أبي ذر قال : قلت : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الْأَنْبِيَاءُ ؟ قَالَ: ( مِائَةُ أَلْفٍ وَعِشْرُونَ أَلْفًا)، قُلْتُ :يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ : (ثَلَاثُ مِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا)، قَالَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ كَانَ أَوَّلُهُمْ ؟ قَالَ : آدم ..

 

* رواه ابن حبان ( 361 ) ، الحديث ضعيف جدّاً ، فيه إبراهيم بن هشام الغسَّاني ، قال الذهبي عنه : متروك ، بل قال أبو حاتم : كذّاب ، ومن هنا فقد حكم ابن الجوزي على الحديث بأنه موضوع مكذوب ، ولهذا قال الحافظ ابن كثير في التفسير( 2/470 ) :  قد روى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم ابن حبان البستي في كتابه : " الأنواع والتقاسيم " ، وقد وَسَمَه بالصحة ، وخالفه أبو الفرج بن الجوزي ، فذكر هذا الحديث في كتابه " الموضوعات " ، واتهم به إبراهيم بن هشام هذا ، ولا شك أنه قد تكلم فيه غير واحد من أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث .

 

وقال عنه الشيخ شعيب الأرنؤوط في " تحقيق صحيح ابن حبان " ( 2/79 ) " : إسناده ضعيف جدّاً – وأورد كلام الأئمة في الراوي إبراهيم بن هشام .

 

و عن أبي أُمَامة قال : قلت : يا نبي الله ، كم الأنبياء ؟ قال : ( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جمّاً غَفِيراً ) .

 

رواه ابن حاتم في " تفسيره " ( 963 ) قال : حدثنا محمد بن عوف الحمصي، ثنا أبو جعفر ثنا أبو المغيرة، ثنا معان بن رفاعة عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة.. الحديث .

 

قال ابن كثير – رحمه الله - " تفسير ابن كثير " ( 2/470 ) :مُعَان بن رفاعة السَّلامي : ضعيف ، وعلي بن يزيد : ضعيف ، والقاسم أبو عبد الرحمن : ضعيفٌ أيضاً . فالخبر لم يصح ..

 

وأما حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي ليس فيه ذكر عدد الأنبياء ، وإنما ذُكر عدد المرسلين : قال : قلت : يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال : ( ثلاث مئة وبضعة عشر جمّاً غفيراً ) .

 

=رواه أحمد ( 35/431 ) .وفي رواية أخرى ( 35/438 ) : ( ثلاثمئة وخمسة عشر جمّاً غفيراً ) .قال شعيب الأرناؤط " تحقيق مسند أحمد " ( 35/432 ) .:

 

إسناده ضعيف جدّاً ؛ لجهالة عبيد بن الخشخاش ؛ ولضعف أبي عمر الدمشقي ، وقال الدارقطني : المسعودي عن أبي عمر الدمشقي : متروك .

 

المسعودي : هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة ..

 

والخلاصة أن هذا الموضع مما لم يثبت فيه حديث ، لهذا يقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى " ( 7/409 )  وهذا الذي ذكره أحمد ، وذكره محمد بن نصر ، وغيرهما ، يبين أنهم لم يعلموا عدد الكتب والرسل ، وأن حديث أبي ذر في ذلك لم يثبت عندهم .

 

وسئلت وسئل علماء اللجنة الدائمة : كم عدد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ؟ .

 

فأجابوا : لا يعلم عددهم إلا الله ؛ لقوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) غافر/78 ، والمعروف منهم من ذكروا في القرآن أو صحت بخبره السنَّة ." فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3/256 ) ..

 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

 

أبو المعالي الظاهري

أحدث أقدم