بسم الله الرحمن الرحيم
في شبه الجزيرة العربية
،وفي مكة المكرمة حيث تعيش قريش حول الكعبة ولد محمد صلى الله عليه وسلم من أسرة
كريمة المعدن ،نبيلة النسب ،جمعت ما في العرب من فضائل ،قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن نفسه :((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ،واصطفى قريش من كنانة
،واصطفى من قريش بنى هاشم ،و اصطفاني من بنى هاشم ))(مسلم).
وعاش محمد صلى الله
عليه وسلم طفولته يتيما ،لا يشارك الأطفال – الذين هم في مثل سنه – لهوهم ولعبهم
،بل حفظه الله – عز وجل – ورعاه .وكان صلى الله عليه وسلم منذ طفولته يتمتع بنقاء
الفطرة ،ومكارم العادات ،ومحاسن الأخلاق ؛فكان في طفولته نعم القدوة لكل الأطفال
..صلى الله عليه وسلم .
العرب قبل الإسلام :
كان العرب في شبه
الجزيرة العربية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم يعبدون الأصنام من دون الله
،ويقدمون لها القرابين ،ويسجدون لها ،ويتوسلون بها،وهى أحجار لا تضر ولا تنفع
.وكان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما . وكان الناس يطوفون عرايا حول الكعبة ،وقد
تجردوا من ملابسهم بلا حياء ،يصفقون ويصفرون ويصيحون بلا نظام ،وقد وصف الله ـ عز
وجل ـ صلاتهم فقال( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما
كنتم تكفرون )(الأنفال35).
وكانت الحروب تقوم
بينهم لأتفه الأسباب ،وتستمر مشتعلة أعواما طويلة ،فهذان رجلان يقتلان،فيجتمع
الناس حولهما ،وتناصر كل قبيلة صاحبها ،وتقوم الحرب في لمح البصر ،ولا تنتهي حتى
يموت الرجال .وانتشرت بينهم العادات السيئة مثل :شرب الخمر،وقطع الطرق،والزنا
.وكانت بعض القبائل تهين المرأة ،وينظرون إليها باحتقار ،فهي في اعتقادهم عار
كبير،عليهم أن يتخلصوا منها ، فكان الرجل منهم إذا ولدت له أنثى ؛حزن حزنا شديدا
.قال تعالى(وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتواري من القوم من سوء
ما بشر به أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون)(النحل:58-59).
وقد يصل به الأمر إلى
أن يدفنها وهى حيه، وهي العادة التي عرفت عندهم بوأد البنات .
وكان الظلم ينتشر في
المجتمع ؛فالقوى لا يرحم الضعيف ،والغنى لا يعطف علي الفقير ،بل يسخره لخدمته،وإن
أقرضه مالا ؛فإنه يقرضه بالربا ،فإذا اقترض الفقير دينارا؛يرده دينارين،فيزداد
فقرا، ويزداد الغنى ثراء .
وكانت القبائل متفرقة
رئيس،وهم لا يخضعون لقانون منظم .
صفات حميدة
ومع كل هذا الجهل
والظلام في ذلك العصر المسمى بالعصر الجاهلي ،كانت هناك بعض الصفات الطيبة
والنبيلة ،كإكرام الضيف ،فإذا جاء ضيف على أحدهم بذل له كل ما عنده ،ولم يبخل عليه
بشيء ،فها هو ذا حاتم الطائي لم يجد ما يطعم به ضيوفه ؛فذبح فرسه ،-وقد كانوا
يأكلون لحم الخيل – و أطعهم قبل أن يأكل هو .وكانوا ينصرون المستغيث فإذا نادى
إنسان،وقال:إني مظلوم. اجتمعوا حوله وردوا إليه حقه .
وقد حدث ذات مرة أن جاء
رجل يستغيث ،وينادي بأعلى صوته في زعماء قريش أن ينصروه على العاص بن وائل الذي
اشترى منه بضاعته ،ورفض أن يعطيه ثمنها .
فتجمع زعماء قريش في
دار عبد الله بن جدعان،وتحالفوا علي أن ينصروا المظلوم ،ويأخذوا حقه من الظالم
،وسمو ذلك الاتفاق حلف الفضول ،وذهبوا إلى العاص بن وائل ،وأخذوا منه ثمن البضاعة،
وأعطوه لصاحبه.
نسب النبي صلى الله عليه وسلم:
هو محمد بن عبد الله بن
عبد اللطيف بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن
فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ابن نزار بن معد
بن عدنان الذي يصل نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم – عليهما الصلاة والسلام .
لا تتردد اترك تعليقا أو استفسارا أو شاركنا رأيك
Kommentar veröffentlichen