ميلاد الرسول صل الله عليه وسلم (3)
حكاية الفيل:
وذات يوم،استيقظ أهل مكة على خير
أصابهم الفزع و الرعب ،فقد جاء ملك اليمن أبرهة الأشرم الحبشي بجيش كبير ،يتقدمه
فيل ضخم ، ويريد هدم الكعبة ؛حتى يتحول الحجيج إلى كنيسته التي بنا
بناها في اليمن ،وأنفق عليها أموالا
كثيرة.
واقترب الجيش من بيت الله الحرام
،وظهر الخوف والهلع وجوه أهل مكة ،والتف الناس حول عبد المطلب الذي قال لأبرهة
بلسان الواثق من نصر الله تعالى:((للبيت رب يحميه )) فازداد أبرهة عنادا ،وأصر على
هدم الكعبة،فوجه الفيل الضخم نحوها ،فلما اقترب منها أدار الفيل ظهره لم يتحرك
،وأرسل الله طيورا من السماء تحمل حجارة صغيرة ،ولكنها شديدة صلبة ،ألقت بها فوق
رءوس جنود أبرهة فقتلتهم وأهلكتهم قال تعالى :( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل
.ألم يجعل كيدهم
في تضليل .وأرسل علمهم طيرا أبابيل
.ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول )(الفيل).
في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع
الأول من هذا العام ولد النبي صلى الله عليه وسلم ،ولدت السيدة آمنة بنت وهب زوجة
عبد الله بن عبد المطلب غلاما جميلا ،مشرق الوجه .
وخرجت ثويبة الأسلمية خادمة أبى لهب
– عم النبي صلى الله عليه وسلم – تهرول إلى سيدها أبى لهب ،ووجهها ينطق بالسعادة
،وما كادت تصل إليه حتى همست له بالبشرى ،فتهلل وجهه، وقال لها من فرط سروره:اذهبي
فأنت حرة !وأسرع عبد المطلب إلى بيت ابنه عبد الله ثم خرج حاملا الوليد الجديد
،ودخل به الكعبة مسرورا ، ويشكر الله ويدعوه ،وألهمه الله أن يطلق على حفيدة اسم
محمد .
حكاية المرضعة :
جاءت المرضعات من قبيلة يني سعد إلى
مكة ؛ليأخذن الأطفال الرضع إلى البادية.وكانت كل مرضعة تبحث عن رضيع من أسرة غنية
ووالده حي ؛ليعطيها مالا كثيرا، لذلك رفضت كل المرضعات أن يأخذن محمد صلى الله
عليه وسلم لأنه يتيما،وأخذته السيدة حليمة السعدية لأنها لم تجد رضيعا غيره. وعاش
مجمد صلى الله عليه وسلم في قبيلة بنى سعد ،فكان خيرا وبركة على حليمة وأهلها،حيث
اخضرت أرضهم بعد الجدب والجفاف ،وجرى اللبن في ضروع الإبل .
حكاية شق الصدر :
وفي بادية بني سعد وقعت حادثة
غريبة،فقد خرج محمد صلى الله عليه وسلم ذات يوم ليلعب مع أخيه من الرضاعة ابن
حليمة السعدية.وفي أثناء لعبهما ،ظهر رجلان فجأة ،واتجها نحو محمد صلى الله عليه
وسلم فأمسكاه ،وأضجعاه على الأرض ثم شقا صدره ،وكان أخوه من الرضاعة يشاهد عن قرب
ما يحدث له ،فأسرع نحو أمه وهو يصرخ ،ويحكى لها ما حدث.
فأسرعت حليمة السعدية وهى مذعورة إلى
حيث يوجد الغلام القرشي فهو أمانة عندها،وتخشى عليه أن يصاب بسوء ،لكنها على عكس
ما تصورت ،وجدته واقفا وحده ،قد تأثر بما حدث ،فاصفر لونه ، فضمته في حنان إلى
صدرها ،وعادت به إلى البيت. فسألته حليمة :ماذا حدث لك يا محمد ؟فأخذ يقص عليها ما
حدث .لقد كان هذان الرجلان ملكين من السماء أرسلهما الله تعالى ؛ليطهرا قلبه
ويغسلاه ،حتى يتهيأ للرسالة العظيمة التي سيكلفه الله بها .
خافت حليمة على محمد ،فحملته إلى أمه
في مكة ،وأخبرتها بما حدث لابنها ،فقالت لها السيدة آمنة في ثقة :أتخوفت عليه
الشيطان؟ فأجابتها حليمة:نعم.فقالت السيدة آمنة:كلا والله للشيطان عليه من سبيل
،وإن لابني لشأنا ؛لقد رأيت حين حملت به أنه خرج منى نور ،أضاء لى به قصور الشام
،وكان حمله يسيرا. فرجعت به حليمة إلى قومها ،حتى بلغ عمره خمس سنوات ،ثم عاد إلى
أمه في مكة .
لا تتردد اترك تعليقا أو استفسارا أو شاركنا رأيك
Post a Comment