ما ضل صاحبكم وما غوى
ما ضل صاحبكم وما غوى
ما ضل صاحبكم وما غوى
جاء هذا بعد قسم عظيم والنجم إذا هوى إنه إنكارٌ
عظيمٌ على النفوس الظالمة الآفكة التي كانت ترى في محمد بن عبد الله عليه الصلاة
والسلام عزّها وشرفها وسؤددَها ، ومَن لا تَعدل به أحدا من العرب في الخُلق والشرف
والنسب والسؤدد والعلا ، وهو ابن عبد المطلب بن هاشم ، صدر بني هاشم وقريش وكنانة
والعرب !! وقد رضيت قريشٌ حكمه عند إعادة بناء الكعبة وعصمهم الله به من حرب تجر
عليهم فساد أمرهم وانفراط عقدهم ..
ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدين
مصادما أغراض القوم وأهواءهم ، فرأوا فيه مُنازِعا للسيادة لهم على الجاه والسؤدد
!! ورأوا فيه هدما للجاهلية التي تخدم أغراضهم وتحفظ لهم منازلهم في الجاهلين
..ورأوا فيه أن هدمه للعصبية التي كانوا عليها هو محوٌ لكل الطواغيت التي يعيشون
من أجلها ولها ..من أصنام وأزلام وكهان وعرافين وسحرة ودجاجلة ومتبوعين مقبوحين
وحيارى متهوكين ..
وجاء بلباب الأمر وملاكه الذي يجعل كل ليلهم
الذي طال عليهم بالشرك.. نهارا أغرّ أبلج بالتوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله ،
وضمِن لهم بها حسن العاقبة في الدنيا بأن يفيء إليهم سلطانُها الذي دالَ عليهم
قرونا طويلة ، وحسن العاقبة بالجنة والنجاة من نار السموم .. فكيف قابلوه !!؟..
قابلوه بما يقابل به كل نبيء ورسول ومصلح في
الدنيا : بحيلة العاجزين الظلمة الضّالين العَمين .. الافتراء والبهتان بالضلال
والغواية ..والجواب عن ذلك والنجم إذا هوى ، ما ضل صاحبكم وما غوى ..
ههنا تتكشف النفوس المريضة الملآى بالجَور ، والحسدِ
والأثرَةِ والكيلِ بمكيالين بل عدة مكاييل ، والنفوسِ الموتورة بالجهل والضلال
والاستهزاء ..إنّها نفوسٌ متكبرة تبطرُ الحق وقد رأته عيانا ، إي والله تتكشف
مفضوحة مقبوحةً مدحورة بما دحرها الله به [ ما ضل صاحبكم وما غوى ] مقسما على الحق
بالنجم وما هوى ، ومن أصدق من الله قيلا ..؟؟
ومع كون المقام مقامَ دفع عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، إلا أن دفع الباطل لا يكون إلا بالحق ، فلم يجاوز تكذيب باطلهم إلى
عيبهم ، بل أنصفهم وأبقى لهم ما به يفيئون إلى الحق لئلا ييأسوا ..ذاك هو قوله [
صاحبكم ] هو منهم ولهم وما تبرأ من نسبهم وإن تبرأ من جاهليتهم وكفرهم .. إنه
صاحبهم في الدم والقربى والعشيرة والسكنى ، إنهم أولى به كما كان أولى بهم إذ بدأ
بهم في الإنذار ..
هذا درسٌ عظيم ، لو عقلنا ، ولله الأمر ..
أبو المعالي الظاهري
لا تتردد اترك تعليقا أو استفسارا أو شاركنا رأيك
Enregistrer un commentaire