خُطبة مُسَرّبة من أحد مساجد الكوفة سنة ١٣٢ - اعرف

 

[خُطبة مُسَرّبة من أحد مساجد الكوفة سنة ١٣٢ ] ..

 


قال الأمير - وكانت الأمراء ترقى أعواد المنابر !! =

 

يا أهل الجزائر ..

 

عرفناكم فعرفنا عنكم أنكم قومٌ قُلَّب ، لا يُؤمن لكم إلا أمانَ ابن هُبيرة ، ولا يُستدر لِيانكم إلا بمِثلِ أمرِ إدريس بن عبد الله ، وإنَّا قد علمنا منكم مداخلَ النفوسِ ومخارجَ الألسنة فوجدناهما يتقلبان فيكم تَقلَّب القوافي على ألسنةِ الشعراء ، وإنكم لتعلمونَ مِن أنفسكم ما نعلمه عنكم فلا ينكرنّ أحدٌ علينا إنْ واجهناكم به صُراحَ اللَّبنِ ، وصرِيحَ البَينٍ ، ولسنا بالحريصين على حُبكم ولا المُسائين بقِلاكم ..

 

أيُّها النَّاس ..

 

وأيمُ اللهِ إنَّ لنا فيكم أياما كأيام ذي القَصة والرَّبذة ، وإنّ بنا عليكم من الحَسْم ما كان لأهل الكوفة على زياد ، فلا يخدعنكم عن نجاء أنفسكم من ترون منا من لينٍ ، فإنه من سُنن ذي الطفيتين ، ولا يُلهينكم عن تبصر عواقبِ أمركم ما نبديه مِن حسن مقال ، فإنَّ للملك والإمارة سُننا لا تتغير !! ألا وإن من لم يُطربه دينارٌ يكفيه ليومه وليلته ، أطربه المُهند الذي يشفيه من عِلَّته ..

 

أيُّها المُغترُّون بالأوهام ..

 

إنَّا قد خُيِّرنا بينَكم وبين بقاء دولتنا فاخترناها عليكم ، وقد أبنتم لنا عن جوهرٍ نما عن حُمقٍ وغي ، وزدتم عليه الجهلَ والعي ، فهل يقف الحازم من ذينِ كما وقف نَصرُ بن سَيّار يوم وقفَ ولاتَ ساعةَ مندم !!

 

يا أهل الشِّقاق ، وورثةَ أهل الفتن في العراق ..

 

والله ، ثم والله .. لأجعلنكم حصائدَ السيف ، وطرائدَ الخوف ، ولست مستسيغا شرابا حتَّى أراكم أحلاسَ بيوتكم ، تخِفونَ إلى التمرة و تهجعون إلى وسائدِ الصمت ، ويعرف كلٌّ منكم قدَره وما وجُد له ..

 

فإني لم أرَ أصلح للبلاد والعباد من ذلك ..

 

وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ..

Plus récente Plus ancienne