عبد الكريم الخطابي
عبد الكريم الخطابي
مجاهد مغربي لقب بأسد
الريف، حيث قاد الثورة ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي ،
بعد فرض إسبانيا نظام
الحماية على شمال المغرب ، رفض والد الخطابي الخضوع للإسبان ، فعزلت إسبانيا
الخطابي عن القضاء وسجنته نحو سنة .
ولما أطلق سراحه وجد
أباه يعد لمقاومة الاستعمار الإسباني لكن الموت عاجله عام 1920، فخلفه وهو في
التاسعة والثلاثين في زعامة القبيلة وإكمال ما بدأه ، وقد استطاع رجاله مهاجمة
المواقع التي احتلها الإسبان ومحاصرتها .
وقد أوقع الخطابي
بالإسبان هزيمة تاريخية في معركة أنوال يوم 22 يوليو/تموز 1921، حيث قتل 15 ألف
جندي إسباني على رأسهم قائدهم الجنرال "سلفستر"، كما أسر 570 جنديا.
فانسحب الاستعمار من
منطقة الريف وأجبرت القوات الإسبانية على مغادرة إقليم جبالة كله والتراجع إلى
السواحل . وأعلن الخطابي حكومة خاصة بمنطقة الريف في 18 سبتمبر/أيلول 1921 دون
التنكر لسلطان المغرب .
وحول رجاله المقاتلين
إلى جيش نظامي وسعى إلى تنظيم الإدارة المدنية ووضع دستور وتشكيل مجلس عام (جمعية
الوطنية) ، مسطرا أهداف حكومته في عدم الاعتراف بالحماية الفرنسية على المغرب ،
وجلاء الإسبان من المناطق المحتلة ، وإقامة علاقة طيبة مع جميع الدول .
انزعج الاستعمار
الفرنسي من الواقع الجديد في منطقة الريف فقرر التدخل لمصلحة الإسبان ، لخشيته من
أن يكون نجاح ثورة الخطابي بمثابة وقود للمغاربة في باقي المناطق وللثورات في شمال
أفريقيا كلها ضد الاستعمار .
وقد قاوم الخطابي
العمليات العسكرية للفرنسيين والإسبان ببسالة وقوة ، فاستعانوا بإمدادات عسكرية
هائلة وحاصروه وأنهكوه بالقنابل غير التقليدية ، فاستسلم عام 1926 خوفا من سقوط
مزيد من الشهداء واستمرار القتل .
بعد ذلك أعلن عن تخليه
عن مشروع جمهورية الريف ونادى باستقلال كامل التراب المغربي ، فنفاه الاحتلال
الفرنسي مع عائلته وبعض أتباعه إلى جزيرة "لارينيون" النائية في المحيط
الهندي .
وبعد عشرين عاما وفي
سنة 1947 تقرر نقله إلى فرنسا ، وأثناء نقله توقفت الباخرة في ميناء بورسعيد
المصري واستطاع بعض المغاربة زيارته ، واقترحوا عليه طلب اللجوء السياسي من الملك
فاروق الذي استجاب له رغم احتجاج السفير الفرنسي بمصر .
بقي في مصر مع عمه عبد
السلام وعائلاتهم حتى وفاته ، وفي القاهرة استأنف المقاومة وساند عبر راديو
"صوت العرب" الحركات التحررية في شمال أفريقيا وباقي الدول العربية
والإسلامية .
وأسس عام 1947 مع ثلة
من أبناء المغرب العربي لجنة "تحرير المغرب العربي" وتولى رئاستها،
الوفاة
توفي عبد الكريم
الخطابي في
الأول من رمضان 1382
للهجرة
الموافق 6 فبراير/شباط
1963 بالقاهرة ودفن فيها في مقبرة الشهداء .
عزيزي القارئ وجودك
معنا يسرنا وحرف منك يشجعنا على الاستمرار فلا تبخل علينا بوضع بصمتك على المنشور
إعداد/مصطفي سلام
لا تتردد اترك تعليقا أو استفسارا أو شاركنا رأيك
إرسال تعليق