التتار على أبواب تبريز - اعرف

 

[وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ]

 التتار على أبواب تبريز

واصل التتار زحفهم في الأراضي الاسلامية و أتى الدور الآن على مدينة "تبريز" الإيرانية ، و لكن في هذه المدينة حدث شيء غريب لم يحدث مع المدن التي قبلها ..

 


عند اقتراب التتار من أبواب تبريز ،فوجئوا بتغيير الحكم فيها، فقد تولى قيادة البلاد شمس الدين الطغرائي رحمه الله، مكان "أزبك بن البهلوان" (المخمور) وقد كان شمس الدين رجلاً مجاهداً يفقه دينه ودنياه، فقام رحمه الله يحمس الناس على الجهاد وعلى إعداد القوة، وقوى قلوبهم على الامتناع، وحذرهم عاقبة التخاذل والتواني، وعلمهم ما عرفوه نظريًا قبل ذلك ولم يطبقوه أبداً بصورة عملية في حياتهم، فعلمهم أن الإنسان لا يموت قبل ميعاده أبداً، وأن رزقه وأجله قد كتب له قبل أن يولد، وأنهم مهما فعلوا للتتار ومهما ركعوا أمامهم، فلن يتركوهم، إلا إذا احتمى المسلمون وراء سيوفهم ودروعهم ..

 

فتحركت الحمية في قلوب أهل تبريز نتيجة تحميس شمس الدين لهم، فقاموا مع قائدهم البار يحصنون بلدهم، ويصلحون الأسوار، ويوسعون في الخنادق، ويجهزون السلاح، ويضعون المتاريس، ويرتبون الصفوف، وتجهز القوم للجهاد في سبيل الله، فلما سمع التتار بأمر المدينة وحالة العصيان المدني فيها والنفير العام، والتجهز للقتال في سبيل الله، أخذوا قراراً عجيباً، وهو عدم دخول تبريز، وعدم قتال قوم رفعوا راية الجهاد في سبيل الله، فقد ألقى الله عز وجل الرعب في قلوب التتار على كثرتهم من أهل تبريز على قلتهم

 

ورسول الله صلى الله عليه وسلم نصر بالرعب مسيرة شهر، وكذلك ينصر بالرعب كل من سار على طريقه صلى الله عليه وسلم، فالجهاد فعل فعله المتوقع، وعلى الرغم من أن القوم لم يجاهدوا ولم يصلوا إلى مرحلة الجهاد، إلا أنهم لما عقدوا النية الصادقة، وأعدوا الإعداد المستطاع، تحقق الوعد الرباني الذي لا يخلف، وهو وقوع الرهبة في قلوب الأعداء عند إعداد المسلمين

 

#historyino

 

وهذا درس لا ينسى، واسمعوا إلى قول الله عز وجل: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ [الأنفال:60]، أي: على قدر الاستطاعة، وكم هي تبريز مقارنة إلى جيوش التتار، أو مقارنة بالمدن والدول الإسلامية التي سقطت؟

 

قال تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ [الأنفال:60].

 

فكانت هذه صورة مشرقة في وسط ذلك الركام المظلم، ورحم الله شمس الدين الطغرائي الذي جدد الدين في هذه المدينة المسلمة تبريز

 

فضلا و ليس أمرا اذا أتممت القراءة علق بالصلاة على في ثلاث تعليقات لتصلك باقي المنشورات

 

لمن يريد مساعدتنا في صفحتنا يشارك هذه المنشور في المجموعات وشكرا لكم لا تنسو دعم الصفحة من فضلك

 

المصدر:

 

قصة التتار من البداية إلى عين جالوت، راغب السرجاني

 

البداية و النهاية، ابن كثير

 

الكامل في التاريخ، ابن الأثير

أحدث أقدم