لماذا لا تكون أنت "صلاح الدين" .......؟
مصطفى سلام
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى
رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» .
وصلاح الدين ولا شكَّ كان من هؤلاء المجددين .
فلتكن أنت صلاح الدين :
مع وضوح هذا الأمر إلا أن الناس دائمًا يبحثون
عن هذا الرجل المنقذ في خارج بيوتهم وشوارعهم ومدنهم . .
يعتقدون أن هذا الرجل سيأتي من بعيد . . من بعيد
جدًّا . .
بعيد في المكان ، بعيد في الزمان . .
أو لعله يأتي من خارج الأرض !
لماذا لا يعدّ كل واحد منا نفسه وأهله وأبناءه
وإخوانه ليكونوا هذا الرجل ؟!
لماذا لا يكون صلاح الدين أنت ؟!
لماذا لا يكون صلاح الدين ابنك ؟!
لماذا لا يكون صلاح الدين أخاك ؟!
لماذا ندرس التاريخ إذن؟
ألسنا ندرسه لكي نسير على درب الصالحين ونتجنب
دروب الفاسدين ؟ !
لماذا لا نسير على خطوات الناصر صلاح الدين
الواضحة الثابتة لنصل إلى حطين ؟
والله ما عاد لدينا عذر . .
فقد أقيمت علينا الحجة !
لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ
وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ[الأنفال: 42]
ولنسأل : كيف صنع صلاح الدين هذا المجد؟!
بل لنتساءل : كيف صُنع «صلاح الدين»؟!
لقد صُنع صلاح الدين بكتاب الله القرآن ،
وبسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أعظم معجزات هذا الدين هي
«صناعة الرجال» !
مَنْ عُمر بغير الإسلام ؟
مَنْ خالد بغير الإسلام ؟
مَنْ طارق بن زياد بغير الإسلام ؟
مَنْ قطز بغير الإسلام ؟
ومن صلاح الدين بغير الإسلام ؟
والكتاب بين أيدينا ، وكذلك سنّة رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، حفظهما الله لنا.. وسيظلان كذلك إلى يوم القيامة .
ولن تضل الأمة قط ما دامت تتمسك بهما، مصداقًا
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ، لَنْ
تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا : "كِتَابَ اللهِ ، وَسُنَّةَ
نَبِيِّهِ»
واللهُ الذي خلق للأمة خالدًا والقعقاع وطارقًا
وصلاحًا وقطز سيخلق لها دومًا رجالًا يُغَيِّرون من واقعها ، ويجددون لها دينها
وشبابها ، ويبعثون في نفوس أبنائها الأمل ، ويقودونها إلى صدارة الأمم وقيادة
العالم . .
بل يقودونها إلى جنات النعيم .
ففي الإسلام والله عزّ الدنيا ، وعزّ الآخرة،
ومَعين الأمة لا ينفذ أبدًا .
ولم تبق إلا العِبرة .
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي
الأَلْبَابِ [يوسف: 111].
فهل نعتبر ونصنع الناصر صلاح الدين من جديدا
......... ؟
إعداد / مصطفي سلام
لا تتردد اترك تعليقا أو استفسارا أو شاركنا رأيك
Kommentar veröffentlichen