سقوط الدولة الأموية - اعرف

 

سقوط الدولة الأموية

ومعركة الزاب الكبرى


--------------------

توفيَّ هشام بن عبد الملك في شهر ربيع الآخر سنة 125 هـ

فبراير سنة 743 م وكان آخر من حكمَ من أبناء عبد الملك

بن مروان وبعده آل الحكم إلى جيل الأحفاد وكانت تلك بادرة

انحطاط الدولة وقد كان حُكم جيل الأحفاد -المرحلة الثانية

من عصر المروانيين عهداً توقَّفت فيه الفتوحات بعد كل ما

حقّقته في العقود الماضية وغرقت الدولة عوضاً عن ذلك

في صراعاتها ونزاعاتها الداخلية وقد كان وليُّ عهد هشام

هو الوليد بن يزيد حيث عينه والده يزيد بن عبد الملك ولي

عهد ثانٍ نظراً إلى صغر سنه آنذاك ولكن حتى عندما توفي

هشام بعد عقدين كان لا يَزال شاباً يعيش حياة لهو وترف

على شاكلة والده، ولم تكن لديه مؤهلات كافية للخلافة

------------------------

كان عهد الوليد الثاني هو بداية انحطاط وسقوط الدولة

الأموية كان هشام يُخطط في عهده لوضع ابنه مسلمة ولياً

للعهد بدلاًابن اخيه (الوليد بن يزيد بن عبد الملك) الذي لم يَر

فيه أهلاً للخلافة (على الرغم من أن مسلمة لم يَكن مختلفاً

كثيراً في لهوه وترفه عن الوليد في الواقع)وقد أيَّده بعض

من حوله في ذلك مما أخاف الوليد من أن يُدبرهشام لقتله

لكن الأجل وافى هشام قبل أن يَحدث ذلك، فاستغلَّ الوليد

الفرصة وأخذ الخلافة لنفسه ثمَّ أخذ بملاحقة من أيَّد تنصيب

مسلمة ولياً للعهد مكانه وانتقمَ منهم مستغلاً سلطاته كخليفة

وقد أدَّت انتقامات الوليد هذه إلى ثوران بعض القبائل التي

انتمى إليها ضحاياه والتي طالبت بالثأرفاجتمع عدد كبيرٌ

منها، وأيَّد القدرية الثورة لأنها كانت ضد حكم بني أمية

وقد استمال هؤلاء يزيد بن الوليد فقادهم وجمعَ 1,000

رجل في دمشق بعدَ أن عرض عليهم الكثيرمن المال ثمَّ

سارإلى منزل الخليفة فقبضَ على الوليد وقتلهإذ أنه لم

يَكن يملك حامية كبيرة، وكان ذلك في جمادى الآخرة

سنة 126 هـ (أبريل سنة 744 م)، وقد فتحَ مقتله

باب فتن كبيرة عصفت بالدولة

-----------------------

حاولَ يزيد ( يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان)أن

يَكون خليفة صالحاً وزاهداً على طريقةعمر بن عبد العزيز

فحاول التقشف وأعادَ رواتب الجندإلى ما كانت عليه بعد أن

رفعها الوليد في عهده فأغضبَ هذا الجند الذين منحوه

لقب «الناقص»وقد فجعَ كثيرون آخرون بمقتل الخليفة ولم

يُبايعوا يزيد ولذلك فأخذت الدولة بالتدهور سريعاً في عهده

وسُرعان ما توفيَّ بعد حكم دام ستة أشهروفي السنة نفسها

التي تولى فيها الخلافة بعدَ أن نصَّب أخاه إبراهيم بن الوليد

ولياً للعهد بناءً على طلب القدرية

اضطَّربت الأوضاع كثيراً عند وفاة يزيد حيث رفضَ الكثير

من الناس بيعة أخيه إبراهيم واعتبروه هو ويزيد مسؤولين

أساسيَّين عن مقتل الوليد والفتن التي فجَّرها، وهُنا تدخل

مروان بن محمَّد بن مروان بن الحكم(ابن عم إبراهيم ويزيد

ووالي أرمينيا وأذربيجان) وسارَإلى دمشق على رأس جيش

من 80,000 جنديّ وكان قد أتاهامن قبل في أيام يزيد لكن

ذاك استرضاه ووعده بالإصلاح، ولكنه عزمَ هذه المرة على

خلع الخليفةودخل المدينة في شهر ربيع الآخرسنة 127 هـ

فهربَ منها إبراهيم، وبويع مروان بالخلافة

--------------------

كان مروان بن محمد بن مروان بن الحكم خليفة قوياً ذو حنكة

وكفاءة عاليتين في إدارة الدولة وكان قائداً عسكرياً ذا خبرة

عالية خاضَ حروباً طويلة مع البيزنطيين وميَّزه ذلك عن

الخلفاءالثلاثة الذين سبقوه غير أن الأوان كان قد فاتَ لإصلاح

أمور الدولة، وكانت قد سقطت بالفعل في فوضى ونزاعات

داخلية عارمة ولذلك فقد كانت نهايتها في عهده هو

عندما بُويع مروان بالخلافة كان من الأشياء الأولى التي فعلها

هي نقل العاصمة من دمشق إلى مدينة حران في الجزيرة

إذ أنه لم يَثق بمن في الشام وكانت ثقته محصورة بمساعديه

وقادته الذين عرفهم وتعامل معهم لسنوات طويلة خلال ولايته

على أرمينياوأذربيجان غير أن هذا التصرف جاء بعواقب

وخيمةحيثُ ثار عليه أهل الشام فبدأت الثورة من فلسطين

ثم زحفت إلى دمشق فحمص، وبذلك خسرَ تأييد أهل الشام

أنفسهم وهم أنصارالأمويين الأساسيين، مع أنه سُرعان ما

سار وقمع الثورة...لكن لم تستكن الأمور، فقامت الثورات

واحدة تلو الأخرى، مرة في الجزيرة واليمن سنة 127 هـ

وأخرى في الموصل سنة 129 هـ، ثم في أفريقية في

سنتي 131 هـ و132 هـ، فضلاً عن الانقسامات الداخلية

بين القبائل العربية وداخل البيت الأمويّ نفسه وقدأنهكت

هذه الثورات المتتالية مروان، فأخذ يَتنقل من منطقةإلى

منطقةيُحاول السيطرة على الدولة ومنعها من الانهيار

لكنه تفاجأ وهو غارق في صراعاته الداخلية يَقمعها واحداً

تلو الآخر بالمدّ العباسي يأتي من المشرق فيكتسح خراسان

فالعراق، فسار إليهم ووقعت معركة الزاب الكبير في شهر

جمادى الآخرة سنة 132 هـ وقد كانت هذه المعركةهي

نهاية الدولة الأموية وسُقوطها، وقُتلَ مروان بعدها ببضعة

شهورأخذ العباسيون بعدَ قيام دولتهم بمُلاحقة بني أمية

وقتلهم ولذلك فقد فرَّ الكثير منهم بعيداً محاولين النجاة

بأنفسهم وقد كان من بين هؤلاء عبد الرحمن الداخل الذي

فرَّ إلى الأندلس، وأعلنَ استقلاله بها وتأسيس ولايةأموية

في قرطبة سنة 138 هـ (755 م). وقد تمكَّن الأمويون من

البقاء بهذه الطريقة، فأسسوا الدولة الأموية في الأندلس

وظلُّوا يحكمونوها زهاء ثلاثة قرون، غير أن مصيرها في

النهاية كان السُّقوط سنة 422 هـ بعد أن تفككت الأندلس

إلى إمارات صغيرة مستقلة

------------------

معركة الزاب الكبرى

وقعت في 11 جمادى الآخرة عام 132 هـ 25 يناير 750

قرب نهر الزاب الكبير وهو أحد روافد نهر دجلة ويقع في

شمال العراق..وقعت المعركة بين الخليفة الأموي الأخير

مروان بن محمد وعبد الله بن علي..حيث التقى الجيشان

في منطقة الزاب بين الموصل وأربيل، فانهزم جيش مروان

وفر إلى مصر حيث قُتل في مدينة أبي صير فكان آخر خلفاء

بني أمية في الشام..وبمقتله انتهت عمليًا الخلافة الأموية ولذلك

تعد إحدى المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي ولم ينجُ من

الأمويين إلا عبد الرحمن بن معاوية المُلقب بـعبد الرحمن الداخل

الذي بدوره فر إلى الأندلس وأسس الدولة الأموية الثانية بها

------------------------

كانت الخلافة الأموية قد وصلت إلى مرحلة الضعف في عهد

مروان بن محمد وعمت الثورة التي قام بها الخراسانيون ضده

وعلا شأن بني العباس فتوجه مروان إلى الثوار في جيش كبير

زَحف الخليفة الأموي مروان بن محمد بجيشه حتى وصل إلى

الموصل ونزل دجلة، وسار إليه جيش العباسيين وعسكر على

الزاب الأكبر بقيادة عبدالله بن علي فكان النهر بينهماقطع العباسيون

الجسر فغرق من جيش مروان أكثر ممن قُتل فرمروان إلى مصر ثم

تتبعه العباسيون حتى قتلوه في سنة 750 م وسقطت الدولة الأموية

 

وقامت الدولة الأموية في الأندلس ...وقيام الدولة العباسية

-----------------

إعداد ..داحمد الخواجه

Plus récente Plus ancienne