طارق بن زياد والفتح الإسلامي للأندلس - اعرف

 

طارق بن زياد

والفتح الإسلامي للأندلس


---------------

قائد عسكري مسلم، قاد الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية

خلال الفترة بين عاميّ 711 و718م بأمر من موسى بن نصير والي

أفريقية في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك ينتمي طارق بن

زياد النفزي إلي أصول غير عربية... فهو من البربرأبناء قبيلة نفزة

البربرية الذين استقروا في بلاد المغرب العربي..ولد في القرن الأول

الهجري (50هـ )أسلم على يد موسى بن نُصَيرفكان من أشد رجاله قيل

إنه كان طويل القامة ضخم الهامة أشقر اللّون وهو من أكثر الشخصيَّات

الوطنيَّة إجلالًا في المغرب العربي في كلٍ من الجزائر والمغرب بشكلٍ

خاص وعند العرب والأمازيغ على حدٍ سواءسُمِّيت باسمه الكثيرمن

المواقع تكريمًآوتخليدًا لذكراه، في البلدان الإسلاميَّة

وقد أعجب موسي به و توسم فيه خيرا فقام بتعيينه أميرا علي حكم برقة

بعد مقتل حاكمها(زهير بن قيس )عام 76 هج في طبرق ولكنه لم يستمر كثيرا

في هذا العمل فقد اختاره موسي لتولي قيادة جيشه فكان نعم القائد والفارس

الشجاع المغواروأحرز انتصارات عظيمة على أعدائه مما زاد من إعجاب

موسي به فولاه قيادة جيوشه بالمغرب الأوسط ووجد الأمويون الفرصة

سانحةأمامهم للسيطرة علي حصون المغرب الأقصي حتي المحيط الأطلسي

وبرز دوره في إرساء دعائم الأمن بالمغرب حتي وصل لمدينة الحسيمة

التي تعد بمثابة قصبة بلاد المغرب ووضعها تحت الحصارحتي فتحها

ودخل أهلها في الإسلام وبهذا تمكن طارق من فتح مدن شمال أفريقيا

بالكامل وقد كوفىء علي إخلاصه للإسلام وبسالته وعين واليا علي طنجة

عام 89هج يُنسب إليه إنهاء حكم القوط الغربيين لهسبانيا وإليه أيضًا

يُنسب "جبل طارق" وهو الموضع الذي وطأه جيشه في بداية فتحه للأندلس

-------------------

فتح الأندلس

بعد نجاح العمليَّات العسكريَّة لطارق بن زياد تمَّ لموسى بن نصير

السيطرة على كامل المغرب الأقصى وامتد النفوذ الأموي الإسلامي

إلى تلك المناطق وأصبحت من حينهاجزءًا من العالم الإسلامي غير

أنه بقيت فقط سبتة التي كان يحكمها حاكم قوطي يدعى يوليان خارج

نطاق سيطرة المسلمين كانت عادة أشراف القوط أن يرسلوا أولادهم

إلى بلاط ملكهم للتعليم والتنشئة هناك وحدث أن اغتصب لذريق ملك

القوط ابنة يوليان، مما أغضب يوليان وقرر أن ينتقم بدعوة المسلمين

لغزو القوط فقررأن يؤدي دور الوسيط في تشجيعهم على العبور إلى

إسبانيا فراسل موسى بن نصير، وقيل طارق بن زياد، يدعوهم لعبور

المضيق وغزو القوط، وأعدّ لهم السفن اللازمة للعبوركتب موسى

بن نصير إلى الوليد بن عبد الملك يُبلغه عرض يوليان ويستأذنه في

العبورتردد الوليد في بادئ الأمر خشيةً على المسلمين من أن يُغرَّر

بهم وأمر موسى بأن يتروّى في الأمر، وأن يختبر البلاد بالسرايا

بناءً على هذا أرسل موسى أحد ضبَّاطه ويُدعى طريف بن مالك

وهو من البربر، على رأس قوَّة عسكريَّة وأمره بالغارة على

ساحل إسبانيا الجنوبي... نزل طريف وجنوده في جزيرة بالوماس

وأغار على المناطق التي تليها إلى جهة الجزيرة الخضراء

وأصاب سبيًا كثيرًا وعاد مُحمَّلًا بالغنائم، فأقنعت هذه الحملة

كلٍّ من الخليفة وموسى بن نصير بضعف وسائل الدفاع الإسباني

وفي 5 رجب 92هـ أرسل موسى بن نصير طارق بن زياد على رأس

جيشٍ عظيم وصل تعداد أفراده إلى نحو 7,000 رجل معظمهم من

البربرعبر طارق بن زياد وجيشه المضيق الفاصل بين البحر المتوسط

والمحيط الأطلسي ونزل في رأس شبه الجزيرة الأيبريَّة في الموضع

الذي يعرف اليوم بجبل طارق وسيطر على ذلك الموقع بعد أن اصطدم

بالحامية القوطيَّة أقام عدَّة أيَّام في قاعدة الجبل نظَّم خلالها جيشه، وأعدَّ

خطَّة لفتح القلاع القريبة والتوغّل في عمق إسبانيا، ونجح في فتح بعض

القلاع والمدن منها قرطاجنة والجزيرة الخضراء، ثمَّ تقدم باتجاه الغرب

حتى بلغ خندة جنوبي غربي إسبانيا التي يقطعها نهر برباط عبر

وادي لكة الشهير، وعسكر هناك

---------------------------

انسحب الجيش القوطي أمام المسلمين في معركة وادي لكة عندما علم

لذريق بعبور جيش طارق، جمع جيشًا بلغ نحو one hundred,000 رجل وسار

لقتالهم وعلم طارق بن زياد بواسطة جواسيسه بأنباءالحشود الضخمةالتي

حشدها لذريق،فراسل موسى بن نصير يستمده فأرسل له five,000 رجل

آخر تقابل الجيشان في 28 رمضان 92هـ عند وادي لكة من كورة شذونة

على بعد أميال إلى الشرق من قادش وجرت بينهما معركة طاحنة، أسفرت

عن انتصار حاسم لجيش طارق بن زياد وتمَّ القضاء على الجيش القوطي

ومعه الملك وهو من قتل لذريق بيده، إذ رماه برمحه

نصح يوليان طارق بن زياد بتقسيم جيشه لفتح المدن الهسبانية، فأرسل

طارق مفارز فتحت قرطبة وإلبيرة وغيرها وسار بنفسه يريد طليطلة

عاصمة القوط وبحكم الأمر الواقع أصبح طارق حاكمًا على الأندلس

وبعد أن تمَّ له فتح طليطلة راسل موسى بن نصير يطلب منه المدد

لتعويض النقص في عدد الجنود ولتوطين ما يلزم من الرجال في المدن

حديثة الفتح حتى يُدافعوا عنها فكتب قائلاً: "إن الأمم قد تداعت علينا من

كل ناحية فالغوث الغوث ردَّ موسى بن نصير على طارق بن زياد يأمره

بألَّا يتجاوز مكانه حتى يلحق به، وفي شهر رمضان من عام ninety threeهـ

أقلع موسى بن نصير إلى الجزيرة الخضراء على رأس قوة عسكريَّة

ضخمة وفتح عدَّة مدائن أخرى أثناء توجهه لمقابلة طارق بن زياد

-------------------------

نهايته

عام ninety fiveهـ، وبعد أن فتحا مناطق واسعة من شبةالجزيرة الأيبيرية

جاءت رسل الخليفة الوليد بن عبد الملك تستدعي موسى بن نصير

وقائده طارق بن زياد إلى دمشق، لينتهي بذلك دورهما كقادة عسكريين

في فتح الأندلس ويُرجّح عدد من المؤرخين سبب استدعائهما إلى

دمشق من قبل الخليفة إلى خِلافٍ وقع بينهماوبلغ حدَّة كبيرة دفعت

الخليفة إلى استدعائهما إلى دمشق ليحسم الخلاف بنفسه

توجه طارق بن زياد بصحبة موسى بن نصير إلى دمشق ومعه أربعمائة

من أفراد الأسرة المالكة وجموع من الأسرى والعبيد والعديد من النفائس

ولمَّا وصلا طبريَّا في فلسطين، طلب منهما سليمان بن عبد الملك ولي العهد

التأخّر حتى يموت الخليفة الوليد الذي كان يصارع الموت لكنهما تابعا

تقدّمهما ودخلا مع الغنائم إلى دمشق وعندما تولّى سليمان الخلافةعزل

موسى وأولاده وقتل ابنه عبد العزيز بن موسى الذي شارك في فتح

الأندلس أمَّا طارق بن زياد فقد انقطعت أخباره إثر وصوله إلى الشام

واضطربت أقوال المؤرخين في نهايته، غير أن الراجح أنه لم يولَّ عملا

بعد ذلك ويبدو أنَّه آثر أن يعيش بعيدًا عن الأضواء، ويُمضي أيَّامه في

العبادة والزهد بعيدًاعن مسرح الشهرةوضجيج السياسة

وأمضى طارق بن زياد أواخر أيَّامه في دمشق إلى أن وافته المنيَّة

سنة 720م ترك إرثًا كبيرًا بعد وفاته تمثَّل ببقاءشبه الجزيرة الأيبيريَّة

تحت حكم المسلمين زهاء eight قرون وفي وقتٍ لاحق خلال القرن العشرين

-----------------------

إعداد ..د.أحمد الخواجه

أحدث أقدم