القرآن...واللغة العربية المُشتركة - اعرف

 

القرآن...واللغة العربية المُشتركة

حامد حبيب

 


 الحمد لله أن ظلَّت اللغةُ العربية تحتفظ عبر الزمان بقوّتها وكينونتها،لايمسّها ضعفٌ ،ولم يُكتَب لها أن تتحوّل مع الزمن إلى لُغاتٍ مختلفة ،كما حدث

مع اللغة السامية الأولى،التى تحوّلت لهجاتها إلى لُغات مختلفة كالآرامية والحبشية والأكادية والعربية،وكما حدث للُّغة اللاتينية،التى تحوّلت إلى عدّة لُغات كالإيطالية والفرنسية والأسبانية والفرنسية.

_كان من أهم أسباب قوّتها،القرآن الكريمُ ذاتُه،الذى وضعَ حدّاً للتباعد بين اللهجات العربية،ومنعها من هذا التحوّل..وتثبيت دعائم الوحدة اللغوية،باجتماع الأُمّة على صورةٍ واحدة موحّدة للُّغة ،تتفاهم بها القبائل العربية،وتلتقى عليها عشائرها.وهذه اللغة المُوحّدة هى مانسمّيه اليوم"اللُّغة العربية المشتركة"

_وبالطبع فإن هذه اللغة المُشتركة كانت موجودة قبل ظهور الإسلام،بدليل نزول القرآن بها،لذا فهمه العرب سريعاً وأدركوا مافيه من إعجاز.

_لكن للقرآن الكريم أثرُه العظيم فى تثبيت هذه الوحدة اللغوية،ولأسباب عديدة،منها:

١)-دَعم وتَقوية سُلطان اللغةِ القُرشيَّة ،حيث نزل القرآن وجاء الحديثُ بِلُغَتِهم .

٢)-الجهود الكبيرة المُتتالية للمُحافظة على النّصّ القُرآنى من اللحن "التحريف"أو الفساد.

٣)-استمرار التَّعبُّد بالقرآن الكريم وتلاوته ومُدارَسته

والدوام على محاولة فهمِه وفقه علومه.

_وبالتالى..تحوَّلت اللغة العربية بفضل القرآن إلى مجال"العالميَّة"بانطلاق آيات القرآن شرقاً مع الفتوحات،وفى الشمال من آسيا ،وفى شمال أفريقيا

ووسطها وغربها،وقضت على اللُّغات التى سادت فى تلك البلاد وصارت اللغة الأولى بها.

_تشريفها بنزول القرآن بها،أى تحمل كتاباً سماويّاً مُقدّساً ،بل أفضل كتابٍ سماوىّ وأبقى الكتُب السماويّة إلى يوم القيامة،وأنه نزل إلى الناس جميعاً

بتلك اللغة ،يشهدُ لها بعالميّتها .

٤)-أثرُه فى نشأة علوم العربية،كالنحو والصرف والبلاغة.

...وأن جُعِلَت اللغة العربية هى اللُّغة الرسمية لكافّة الممالك الإسلامية.

٥)كان للعربية دون غيرها من اللُّغات خصائص وسمات تُميّزها،وتنفرد بها دون سواها من اللغات السامية أولغات العالم المُختلفة ..فهى بالنسبة لأَخواتها فى اللغات السامية،الأوسع والأدَق فى قواعد النحو والصرف،واتّساع الأساليب،وأوسعها

ثروة فى أصول الكلمات والمفردات،وأوسع اشتقاقاً.

وتعدُّد المعانى للمُفردة الواحدة ..اتّساع فى الكم

واتّساعٌ فى الكيف أيضاً.

_إن من السمات الأخرى التى تتميّز بها العربية بالنسبة للغات العالم،أنها تتميّز بالقوّة والحيويَّة

والإيجاز والدّقّة ،واستطاعتها أن تُعَبّر عن الشئ ونقيضه..وكل ذلك بفضل القرآن الكريم وتأثيره .

_بقى أن نقول أن من أهم سماتها:المحافَظة والبقاء

وهو مايوضّح ويؤكّد أثر القرآن فى هاتين السّمَتين

لكوَن القرآن الكريم باقٍ خالد محفوظ إلى أن يرثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها.

..وبما أن العربيةوعاءالقرآن،فهى باقيةٌ بقاءَه.

_فهى لغة لها القداسة..ولها العِزّةُ ،وحفاظنا عليها

هو حفاظٌ  لكينونتنا.. لشخصيتنا العربية...لمجدنا وتاريخنا.

____________

*وتفاجئنا د.ريمة حلمى(أكاديمية بجامعة چورچيا_

الولايات المتحدة)بحقيقةٍ غايةٍ فى الغرابة،فتقول:

"لكن المُضحِك المُبكى ،هو إقبال الطُّلّاب الأمريكيين المُذهل على اللُّغة والثقافة العربيتين،يُقابله إهمالٌ مُذهلٌ أيضاً لهذه اللُّغة فى البلاد العربية،والتفاخُر

بالتحدٌُث باللُّغات الأجنبية،وفى حين يشهد الغربُ ،

سيّما الولايات المتحدة،بدايةُ انهيارٍ شاملٍ فى كل المجالات،الاقتصادية منها والأخلاقية،أرسلتُ أحدَ طُلّابى لمُمارسةِ اللُّغة العربيّة فى بلدٍ عربيّ،فعاد مُستهزئاً وهو يقول:"لقد تعلَّمتُ الفرنسيّة بدلاً من العربية".."ويُعتبَر إرسال الطلّاب الأمريكيين لممارسة اللغة العربية فى بلد عربى من أصعب المشكلات....

فهذا بلدٌ يفخر بالحديث باللغة الفرنسية (رغم أنها

أصبحت من أقل اللغات اهتماماً بها وممارسة لها فى العالم)....مامعنى أن يهرب العربُ من لُغتهم،ويلجأوا

إلى كل ماهو غربى،فى حين ينهار العالم الغربى،

ويعيش ماديّاً على صدى القنابل والمدافع التى يقذفها على البلاد العربية والإسلامية؟...أيُعقَل أن يُتقنَ الأمريكيون اللُّغةَ العربية،ونتقمّص نحن شخصيَّةً غريبة لاتَمتً لنا بِصِلة لامن قريبٍ ولا من بعيد "؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

__تحياتى(حامد حبيب)_مصر ١٢-٤-٢٠٢١م

Neuere Ältere