صراع السلطان سليم الأول ودولة المماليك - اعرف

صراع السلطان سليم الأول ودولة المماليك

صراع السلطان سليم الأول ودولة المماليك





لم ينْتَه السُّلْطَان سليم من محاربة الشِّيعَة وَفتح بِلَاد ديار بكر والموصل حَتَّى اخذ فِي الاستعداد لمحاربة سلطنة مصر بِمَا ان سلطانها قانصوه الغوري كَانَ تحالف مَعَ الشاه اسماعيل لمحاربة الدولة الْعثمانية وَلما علم سُلْطَان مصر بتأهب سُلْطَان آل عُثْمَان لمحاربته ارسل اليه رَسُولا يعرض عَلَيْهِ ان يتوسط بَينه وَبَين الْعَجم لابرام الصُّلْح فَلم يقبل بل طرد السفير بعد ان اهانه وَسَار بجيشه إِلَى بِلَاد الشَّام قَاصِدا وَادي النّيل وَكَانَ قانصوه الغوري استعد ايضا لمحاربته فتقابل الجيشان بِقرب حلب الشَّهْبَاء فِي وَاد يُقَال لَهُ مرج دابق وَهزمَ الغوري بِسَبَب وُقُوع الْخلاف بَين فرق جَيْشه الْمُؤلف من المماليك وساعدت المدافع العثمانية على النَّصْر وَقتل الغوري فِي اثناء انهزام الْجَيْش وسنه ثَمَانُون سنة وَكَانَ ذَلِك فِي يَوْم الاحد 25 رَجَب سنة 922 ه و سنة 1516 م

وَبعد هَذِه الموقعة دخل السُّلْطَان سليم مع جيشه بِكُل سهولة مَدَائِن حماه وحمص ودمشق وَعين بهَا وُلَاة من طرفه وقابل من بهَا من الْعلمَاء فاحسن وفادتهم وَفرق الانعامات على الْمَسَاجِد وامر بترميم الْجَامِع الاموي بِدِمَشْق وَلما صلى السُّلْطَان الْجُمُعَة بِهِ اضاف الْخَطِيب عِنْدَمَا دَعَا لَهُ هَذِه الْعبارَة خَادِم الْحَرَمَيْنِ الشريفين وَهِي مستعملة فِي الْخطْبَة إِلَى الْآن

هَذَا وَلما وصل خبر موت السُّلْطَان الغوري إِلَى مصر انتخب المماليك طومان باي خلفا لَهُ وارسل اليه السُّلْطَان سليم يعرض عَلَيْهِ الصُّلْح بِشَرْط اعترافه بسيادة الْبَاب العالي على الْقطر الْمصْرِيّ فَلم يقبل بل استعد لملاقاة الجيوش العثمانية عِنْد الْحُدُود فالتقت مقدمتا الجيشين عِنْد حُدُود بِلَاد الشَّام وهزمت مُقَدّمَة المماليك ودخل العثمانيون مَدِينَة غَزَّة على طَرِيق مصر وَسَارُوا نَحْو الْقَاهِرَة حَتَّى وصلوا بِالْقربِ مِنْهَا وعسكر السُّلْطَان بجيشه فِي اواخر ذِي الْحجَّة سنة 922ه بالخانقاه الْمَعْرُوفَة بالخانكة وَفِي 29 ذِي الْحجَّة سنة 922ه ، انتشب الْقِتَال بَين الطَّرفَيْنِ ، وَفِي اثناء الْقِتَال قصد طومان باي وَبَعض الشجعان مَرْكَز السُّلْطَان سليم وَقتلُوا من حوله واسروا وزيره سِنَان بك وَقَتله طومان باي بِيَدِهِ ظنا مِنْهُ انه هُوَ السُّلْطَان سليم نَفسه وَلم تَنْفَع شجاعتهم شَيْئا بل تغلب عَلَيْهِم بمدافعه ومدافعهم الَّتي استولى عليها وقت الحرب

وَبعد ذَلِك بِثمَانِيَة ايام فِي يَوْم eight محرم سنة 923 ه وسنة 1517 م

دخل العثمانيون مَدِينَة الْقَاهِرَة رغما عَن مقاومة المماليك الَّذين حاربوهم من شَارِع لآخر وَمن منزل لآخر حَتَّى قتل مِنْهُم وَمن اهالي الْبَلَد مَا يبلغ خمسين الف نسمَة .

اما طومان باي فالتجأ وَمن بَقِي مَعَه إِلَى بر الجيزة وَصَارَ يناوش العثمانيين وَيقتل كل من يأسره مِنْهُم لكنه لم يلبث ان وَقع فِي ايدي العثمانيين بخيانة بعض من مَعَه وشنق بامر السُّلْطَان سليم ..

وَمِمَّا جعل لفتح وَادي النّيل اهمية تاريخية عظمى

ان "مُحَمَّد المتَوَكل على الله" آخر ذُرِّيَّة الدولة العباسية الَّذِي حضر اجداده لمصر بعد سُقُوط مَدِينَة بَغْدَاد مقرّ خلَافَة بني الْعَبَّاس فِي قَبْضَة هولاكو خَان التتري سنة 656 هـ ، وَكَانَت لَهُ الْخلَافَة بِمصْر اسْما

تنازل عَن حَقه فِي الْخلَافَة الاسلامية إِلَى السُّلْطَان سليم العثماني وَسلمهُ الْآثَار النَّبَوِيَّة الشَّرِيفَة وَهِي البيرق وَالسيف والبردة وَسلمهُ ايضا مَفَاتِيح الْحَرَمَيْنِ الشريفين .

المصدر:

تاريخ الدولة العلية العثمانية

أعداد / مصطفي سلام

أحدث أقدم