فى رحاب الإسلام)___"٣' "الكرامة الإقتصادية"

 

فى رحاب الإسلام)___"٣'

           "الكرامة الإقتصادية"

            ""

""""""""""

"""""""""""""

    قال تعالى:",هو الذى جعلَ لكمُ الأرضَ ذَلولاً فامشوا فى مناكبِها وكُلوا من رزقِه".

وقد نبّه النبى (صلى الله عليه وسلم)إلى أن العملَٕ للدنيا من الدين،وأنّه من شيمة الأنبياء والمُرسلين.

ومن شواهد ذلك ،قوله(صلى الله عليه وسلم):"

ماأكلَ أحدٌ طعاماً قطّ خيراً من أن يأكل من عمل يده،وإنَّ نبىَّ الله داوود كان يأكلُ من عملِ يده".

والعمل وسيلة البقاء،والوسيلة تتبعُ الغاية فى شرفها أو خسّتها،فمَن كرّس حياتَه للحق والخير ،فعمله عبادة،وكل قطرة عرق تُوضَع فى موازين المرء مع صلاته وزكاته.

وعندما خلق الله الحياة،هيأها لخدمة الإنسان،وأمره بالتزوّد من الخير الذى ينفعه من كل ماأتاحه له الله.

فالإسلام جعل العمل سمةَ المسلم،ومظهر تجاوبه

مع الوجود،وانقياده لأمر الله.فالعمل الذى أمره الله به محكوم بإطارٍ من الأخلاق والعفّة والعدالة والرحمة.

قال تعالى:"ياأيها الناسُ كلوا ممّا فى الأرضِ حلالاً طيّباً ولاتتّبعوا خطواتِ الشيطانِ ،إنّه لكم عدوٌ مُبين

_فقد يستحلى الإنسان طعاماً من مصدر مُريب،ولو علم عُقباه فى آخرته،لفضّلَ أن يأكلَ الطين بدلاً منه.

فقد طلب الإسلام من كل امرئ حصل على كثير أو قليل من المال الحرام أن يتخلّص منه فوراً،حتى تكون علاقته بالله سليمة،وتصحّ توبته وتُصبح مقبولة.

_إن الغشّ والقمار والسرقة والربا والاحتكار والاستغلال واغتصاب حق الغير،لايمكن عدّ ذلك وسائل للتملُّك المُحترَم ،لأنها اعتداءٌ على التملّك الصحيح،وإنما هى مجرّد طرُق ملتوية للإعتداء على حقوق الآخرين.

_كما حرَّم الإسلام التسوّل مع القدرة على العمل ،لأنّ الإسلامَ يكره الطفيليات التى تعيش على حساب الآخرين وتعتمد على كدّ وعرق الآخرين.وحصيلةُ تلك الحرفة الدنيئة(التسوّل)يجب أن تُصادَر،لأنه ليس لصاحبها حقٌّ فيها.

_والربا...كالتسوّل،لأنّه أكلُ المُستريح من كدح الكادحين ،وتحريمه نصّت عليه كل الأديان.

_والغصب..اغتيالٌ لأموال الناس قهراً،ويغلب عليه أن يكون فى الأراضى المزروعة،أوماكانت للسُّكنى...

فعن أبى مسعود قلت:يارسول الله أىّ الظُلم أظلم؟

فقال:"ذراعٌ من الأرض ينتقصها المرء المسلم من حق أخيه المسلم....."

_فالمكاسب السيئة تحرق العبادات،وقد كان عُمر بن الخطّاب ينظر فى ثروات الولاة،فما ظنّه منها جاء عن استغلال نفوذ ،أمر بمُصادرته للفوَر.

_هذا هو الإسلام ..دين العمل وتحقيق الكرامة الإقتصادية والبعد عن شبهات المكاسب،ليظل الإنسانُ نقياً ويصبح ماله خالصاً من كل مايشوبه من مفاسد .

___تحياتى(حامد حبيب).  مصر ١٥_٤_٢٠٢١م