فى رحاب الإسلام)______"٢"
___"الحرّيَّة الدينيَّة"__
""""""""""""""""""
لقد تناول القرآن الكريم كل المعارضين له
والكافرين به بأساليب شتّى ،ليس من بينها قط
إرغام أحد على قبول
الإسلام ،وأن كل ماينشده
الإسلام أن يُعامَل فى
حدود القسط،وألّا تدخل عوامل الإرهاب فى صرف امرئٍ انشرح صدره به.
وقوله تعالى:"لكم
دينُكم ولىَ دين"معناه :أنّ الإسلام
لم يفرض على النصراني
أن يترك نصرانيَّته،أو اليهودى أن يترك يهوديّتَه ،بل ترك لهم حرية ذلك،
على أن يدع كل منهم
الإسلام وشأنه ،يعتنقه من يعتنقه،دون تهجم أو استهزاء .
_كَن كما تشاء مسيحيّاً
أو يهوديّاً ،ولاتكُن خصماً للإسلام ونبيِّه وأتباعه ،تتمنّى لهم الشرّ وتتربّص
بهم
الدوائر.
_قال تعالى فى سورة
التوبة التى أعلنت الحرب على أهل الكتاب:"فإن تولَّوا فقُل حسبىَ اللهُ
لاإلهَ
إلّا هوَ،عليهِ
توكَّلتُ وهوَ ربُّ العرشِ العظيم".
..ولم يقُل :فإن
تولَّوا فعليهم اللعنة،أو لابُدّ لك من مُقاتلتهم حتى يرتدّوا عن دينهم ،ويدخلوا
فى ديننا
..كلاّ..بل الملجأُ لله
من كيدكم .
_ولم يشتبك الإسلامُ فى
قتال مع النصارى أو اليهود
ضغطاً عليهم للدخول فى
الإسلام،بل لأنَّ هؤلاء
تجاوزوا الحدود فى
تعاملهم مع الإسلام والمسلمين.
_كما أن الإسلام لم
يشترط لانتهاء القتال بينه وبينهم أن يدخلوا فى دينه،بل كانت شروطاً يرضاها
الجميع،تتَّسم بالعدل والرحمة ،يرتضيها أهل الأديان
جميعهم من حُسن جوارٍ
،تتَّسع للمؤمنين ومن لايدينون بدينهم.
_إنَّ الحريّةَ
الدينيّة التى كفلها الإسلام لأهل الأرض
لم يُعرَف لها نظير ٌ
فى كل العالم،ولم يحدث أن انفرد دينٌ بالسُّلطة،حين كانت له السيادة التّامّة ،
ومنحَ مُخالفيه فى
الاعتقاد كلَّ أسبابِ البقاء والازدهار مثلَ ماصنع الإسلام.
_فالإسلامُ حين يسود
يمنح الآخرين حريّة العقل والضمير،بينما الآخرون إذا سادوا سلبوا المسلمين
حقوقَهم،وأذاقوهم كلَّ
هوان.
_إن دعوةَ
الإسلام:"قولوا آمَنَّا باللهِ وماأُنزِلَ إلينا وماأُنزِلَ إلى إبراهيمَ
وإسماعيل َ وإسحاقَ ويعقوبَ والأسباطِ وماأُوتىَ موسى وعيسى وماأُوتىَ النبيّون
من ربّهم ،لانُفَرِّقُ
بينَ أَحدٍ منهُم ونحنُ لهُ مُسلمون".
..فهو يُسابقُ اليهود
إلى الإيمان بالتوراة التى أُنزِلَت على موسى،ويُسابقُ النصارى إلى الإيمان
بالإنجيل الذى أُنزل على عيسى.
_ويحسم القرآن الكريم
تلك المسألة،فى قوله تعالى:
"ولاتُجادلوا أهلَ
الكتابِ إلّا بالّتى هى أحسنُ إلّا الذين ظلموا منهم،وقولوا آمنّا بما أُنزِلَ
إلينا وأنزلَ إليكم والهُنا والهُكم واحد ونحنُ له مُسلمون".
__مع تحياتى(حامد حبيب)
١٤-٤-٢٠٢١م
لا تتردد اترك تعليقا أو استفسارا أو شاركنا رأيك
Post a Comment