مناضل سلاحه حبر وورق - اعرف

 

مناضل سلاحه حبر وورق

مناضل سلاحه حبر وورق

 


كان الزعيم مصطفى كامل من أكبر المناهضين للاستعمار ومن أكبر من نادوا بالنهضة وأهمية التعليم وفضح جرائم الاحتلال والتنديد بها في المحافل الدولية خاصة بعد مذبحة دنشواي الشهيرة عام 1906 ، حين قتل جندي انجليزي فلاحة مصرية أثناء صيده للحمام و أحرق أجران القمح مما دعى الفلاحين للركض وراءه للإمساك به فأصابته ضربة شمس أودت بحياته ، مما جعل الإنجليز يشكلون محاكمة وهمية برئاسة ( بطرس غالى باشا ) أعدموا على أثرها عدد من الفلاحين ، مما أثار حفيظة مصطفى كامل والذي كان في ذلك الوقت يعالج من المرض فى باريس ، فقطع رحلة العلاج وسافر الى لندن وكتب مجموعة من المقالات العنيفة ضد الاحتلال والتقى فى لندن برئيس الوزراء البريطانى ، الذى عرض عليه تشكيل الوزارة غير انه رفض العرض .

 بعد حادثة دنشواى قام مصطفى كامل في أكتوبر 1907 بالإسكندرية بعد عودته إلى مصر وهو في حالة شديدة من الإعياء والمرض بإلقاء خطبة من أجمل وأطول خطبه أطلق عليها "خطبة الوداع" ، أعلن فيها تأسيس الحزب الوطني للمطالبة باستقلال مصر، وإيجاد دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة وأعمالها، ونشر التعليم .

 رفض الزعيم مصطفى باشا كامل أي تكريم على أفعاله لأنه كان مؤمناً بأن جميع ما يقوم به هو واجب وطني ، لا يجب أن يُكافأ أو يُكرم عليه، وهتف بلادي لك حبي وفؤادي تلك الكلمات التي استُنبط منها نشيد مصر الوطني المعروف الآن .

 ويعد مصطفى كامل هو صاحب فكرة إنشاء الجامعة المصرية، فأرسل إلى الشيخ علي يوسف، صاحب جريدة "المؤيد" برسالة، يدعو فيها إلى فتح باب التبرع لمشروع الجامعة، وأعلن مبادرته للاكتتاب بـ 500 جنيه لمشروع إنشائها ، وبالفعل نجحت الحملة فى إنشاء الجامعة المصرية يرئسها الملك فؤاد الأول آنذاك .

 بعد معاناة طويلة مع مرض السل يرحل الزعيم مصطفى كامل عن عالمنا في 10 فبراير 1908 وهو لم يكمل الـ34 من عمره ولكن بصماته من أجل إقامة دعائم المجتمع المصري موجودة ولا تزال كلماته ترددها الأجيال على مدار eleven عقداً من الزمان ومنها :

- الأمل هو دليل الحياة والطريق إلى الحرية .

- إن الأمة التي لا تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء .

- إن من يتهاون في حق من حقوق دينه وأمته ولو مرة واحدة يعش أبد الدهر مزلزل العقيدة سقيم الوجدان .

- لو لم أكن مصريا لوددت ان أكون مصريا .

 أما عن آخر كلماته فكانت :" كنت أتمني أن أعيش لمصر حتي أراها حرة مستقلة " .. رحم الله فقيد الأمة الزعيم والبطل مصطفى كامل .

المصدر :

كتاب (تاريخ مصر)

المؤرخ الياس الايوبي

إعداد / مصطفي سلام


أحدث أقدم