___فى رحاب الإسلام_"١"
_____((إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقاكُم))____
""""
"""""""""""""""""""""
*قبل
مجيئ الإسلام،كان المرءُ يُضامُ لسوادِ لونه،أو لقلّةِ مالِه،أو لضعفِ أُسرتِه
...ولم يكن ذلك فى البيئاتِ العربيّة فى الجاهليّة فقط،بل عرفتهُ الأُمم
الأخرى من روم وفُرس .
_وكان العربُ فى جاهليتهم يزدردون السُّودَ ،حتى
أن الشاعر الفارس (عنترة بن شدّاد)أُهدِرت
مكانتُه
الاجتماعية ،وأقصاه أبوه عنه لهذا السبب ،وهو
سوادُ لونه ،مع أن عنترة كان من الفوارس الشجعان
والشعراء المعدودين.
_فلمّا ظهر الإسلام ،كان المُؤذّن الأوّل لرسوله
_صلّى الله عليه وسلم_بلالاً ..ذلك العبدُ الأسود ،وكان
صوته هو الذى ينادى جماعةَ المؤمنين للصلاة خمس
مرّات...ولمّا فُتِحَت مكّة ،صعد (بلالٌ)فوق الكعبة
ليرفع عقيرته بشعار الإسلام :الله أكبر..اللهُ
اكبر.
_ولقد كان(عُبادة بن الصّامت)_من الصحابة
الأجلّاء
_أسود اللّون،وكان رئيساً للوفد الذى أرسله
(عمرو بنُ العاص)لمفاوضةِ المُقوقِس عظيم القبط،فضاق
به المُقوقس لسوادِه،وطلب من الوفد أن يتكلّم
غيرُه
،فردّوا
عليه:أنّ هذا أفضلُنا رأياّ وعلماً ،وهو
سيدُنا
وخيرنا ،وقد أمّره الأمير علينا..فعجب المقوقس:
كيف يكون الأسود أفضلهم؟..فردّوا عليه بأنّ
الألوان
ليست ممّا تُقاسُ به الرجال،وأنّ الإسلام لايعرف
فى تقويم البشر إلاّ الخُلُق والمواهب الفاضلة.
_وعندماتجادل -ذات مرّة -الصحابى الجليل(أبو ذرّ
الغفارى )مع أحد الزنوج ،واشتطَّ به غضبُه فقال له:
"ياابنَ السوداء"،وسمع الرسول(صلي
الله عليه وسلم
ذلك،فقال له:"أعيَّرتَهُ بأُمّه ؟إنّك
امروءٌ فيك جاهليّة"
وممّا قاله:"طفَّ الصاعُ،طفَّ الصاعُ (جاوز
كل حدّ)،
ليس لابنِ البيضاءِ على ابنِ السوداءِ فضلٌ إلا
بالتقوى
أو بعملٍ صالِح"..وندم (أبو ذرٍّ على
فعلتِه ،فألصقَ خدَّه بالأرض ، وقال الأسود الذى عيَّرَهُ بسوادِه:"قُم
فطَأ على خدّى".
_ولقد انحاز الإسلامُ لجانب المُستضعَفين حتى
تتساوى كفَّتهم مع غيرهم،حتى قال (صلى الله عليه وسلم):"هل تُرزَقونَ إلّا
بضُعفائكُم ".
..والضُّعَفاءُ ليسوا هم العجَزَةُ والمرضَى
،إنّما هُم سوادُ الشَّعبِةمِمَّن لاتلمَعُ أسماؤهم أو أعمالهم،فهم الجنودُ
المجهولون فى أيام الحربِ والسِّلم .
_فكان المبدأُ الإسلامى،ماقاله(صلى الله عليه
وسلم)
فى حِجّةِ الوداع:"أيها الناسُ ،إنّ ربَّكم
واحد،وإنَّ أباكم واحد،كلُّكم واحد ،كلُّكم لآدم،وآدمُ من تُرابة.أكرمكُم عند الله
أتقاكم،ليس لعربى على عجمى
ولا لعجمى على عربى،ولا لأحمر على أبيض،ولا
لأبيض على أحمر فضلٌ إلّا بالتَّقوى،ألا هل بلَّغت ؟
اللهمَّ فاشهَد .الا فليُبَلّغ الشاهد منكم
الغائب".
*هذا هو الإسلام..يدعو للمساواة وينبذ التمييز.
__تحياتى(حامد حبيب)_مصر ١٣-٤-٢٠٢١م
لا تتردد اترك تعليقا أو استفسارا أو شاركنا رأيك
Enregistrer un commentaire