«تل ابن سلام»..

«تل ابن سلام»..

تقع منطقة "تل ابن سلام" كما تعرف تاريخيا  فى قلب بحيرة المنزلة جنوب مدينة تنيس ومساحة التل حوالى 65 فدانا وارتفاعه حوالى five أمتار فوق مستوى البحيرة ويعد من الأراضى الأثرية البكر لم تجر بها أى أعمال حفر أو تنقيب رسمية ولكن يلجأ بعض تجار الآثار إلى إجراء عمليات التنقيب بها والاستيلاء على الآثار وبيعها.

وكانت جزيرة (ابن سلام) من أهم وأكبر المدن التابعة لمدينة تنيس الشهيرة عاصمة الإقليم الرابع عند الفتح العربى لمصر حيث كانت تشتهر بصناعة النسيج ويذكرالمقريزى فى مخطوطه أن الجزيرة كان يصنع بها طراز تنيس ويعمل بها كسوة الكعبة أيام الدولة العباسية ، كما تم العثور على قطع من النسيج مكتوب عليها بسم الله بركة من الله للخليفة الرشيد عبدالله هارون أمير المؤمنين أكرمه الله مما أمر به الفضل بن الربيع أن يعمل فى طراز الجزيرة (إبن سلام) سنة 190، وفى كتاب وصف مصر لعلماء الحملة الفرنسية فى دراسة عن بحيرة المنزلة تمت فى سبتمبر وأكتوبر سنة 1879 ونشرت فى decade egyptienne وهى دورية كان يصدرها الجيش الفرنسى فى القاهرة كل عشرة أيام . أما جزيرة (إبن سلام) فقد أصبح يطلق عليها اسم الشيخ عبدالله وهو اسم شيخ أو ولى أقيم له ضريح فى هذه الجزيرة ومدينة تنيس و الجزيرة تقعان اليوم وسط المياه فى قلب بحيرة المنزلة وسطحها قد أصيب بنوع من التبلور بحيث تئن الأرض وتتفتت تحت الأقدام ويوجد لأحد الأولياء الصالحين فى الجزء الشمالى الغربى من تل الجزيرة مقام يسمى مقام (عبدالله بن سلام) ، وقد عثر علماء الحملة الفرنسية  على تمثال من العقيق المجزع ذى قاعدة يبلغ طوله 26م وعرضه18م ويمثل رأس إنسان من منظور جانبى يتسم بأن له عين ثاقبة وملامح تدل على الشجاعة وشفاه تدل على عزة النفس ، وقال علماء الحملة إنه تمثال لرأس أغسطس الذى استطاع أن يقاوم سحر وجمال كليوباترا . ورغم المكانة التاريخية لمنطقة "تل ابن سلام" وما تحويه من آثار اكتفت الهيئة العامة للآثار بحراستها باثنين من الخفراء ولا يوجد على التل ما يدل على أنه يتبع هيئة الآثار إلا حجرة مهجورة ومغلقة ومكتوب عليها بخط باهت «استراحة هيئة الآثار المصرية».

إعداد/ مصطفى سلام