الشيخ محمد رفعت...قيثارة السماء
الشيخ محمد رفعت محمود رفعت.......من القراء المصريين البارزين
ولد محمد رفعت( وإسمه مركب) ..في يوم الإثنين 9 مايو عام 1882م
بحى المغربلين بالقاهرة قالت ابنته
انه ولد مبصراً كان جميل الشكل عند
ولادته فحسدته سيده قالت..له عيون
ملوك...فأصيب فى الثانيه من عمره
فهاجمه مرض في إحدى عينيه وإهمل
الاهل فى علاجه أثر عليهاوعلى عينه
الأخرى فضعف بصره شيئاً فشيئاً حتى
فقدت إحداهما القدرة على الإبصار
وظلت الأخرى ضعيفة إلا أنه كان يرى بها بعض
الشيء وظل كذلك حتى
عام 1936م وبينما كان يقرأ بمسجد سيدي جابر بالإسكندرية إذا أحتشدالناس
بالمسجد على غير العادة وألتفوا حوله بعد صلاة الجمعةليعانقونه ويقبلونه
وبينما هم كذلك حاول أحدهم أن يصل إليه وسط
التفاف الناس حوله ليقبله
فطالت أصابع يده تلك العين عن غير
قصد ففثأها وبعدها فقد بصره تماماً
حفظ القرآن في سن الخامسة حيث التحق
بكتاب مسجد فاضل باشا بدرب
الجماميزبالسيدة زينب ودرس علم
القراءات وعلم التفسير ثم المقامات
الموسيقية على أيدى شيوخ عصره توفي
والده محمود رفعت والذي كان
يعمل مأمور بقسم شرطة الخليفة..وهو
في التاسعة من عمره فوجد الطفل
اليتيم نفسه مسئولا عن
أسرته......وأصبح عائلها الوحيد فلجأ إلى القرآن
يعتصم به ولا يرتزق منه...تولى
القراءة بمسجد فاضل باشا وهو في سن
الخامسة عشرة فبلغ شهرة ونال محبة
الناس وأفتتح بث الإذاعة المصرية
سنة 1934م وذلك بعد أن إستفتي شيخ
الأزهرمحمد الأحمدى الظواهرى
عن جواز إذاعة القرآن الكريم فأفتي
له بجواز ذلك فافتتحها بقول من أول
سورة الفتح إنا فتحنا لك فتحا مبينا
وسمعت الإذاعة البريطانية بي بي سى
العربية صوته أرسلت إليه وطلبت منه
تسجيل القرآن فرفض ظنآ منه أنه
حرام لأنهم غير مسلمين فاستفتي
الإمام المراغي فشرح له الأمر وأخبره
بأنه غير حرام فسجل لهم سورة مريم
كان الشيخ محمد رفعت من أول من
أقاموا مدرسة للتجويد الفرقاني في
مصر بلد إجادة التجويد
أصيب الشيخ محمد رفعت في عام 1943م
بمرض سرطان الحنجرة وتوقف
عن القراءة و بالرغم من أنه لم يكن
يملك تكاليف العلاج إلا أنه اعتذر عن عدم
قبول أى مدد أو عون ألح به عليه ملوك ورؤساء
العالم الإسلامي وانه كانت
كلمته المشهورة "إن قارئ القرآن لا
يهان"
كان الشيخ رفعت قويا رقيقا خاشعا
عابدا لله وكان صوته يحوي مقامات موسيقية
مختلفة وكان يستطيع أن ينتقل من مقام إلى مقام
دون أن يشعرك بالإختلاف
قال عنه الأديب محمد السيد المويلحي
في مجلة الرسالة
سيد قراء هذا الزمن موسيقيّ بفطرته
وطبيعته إنه يزجي إلى نفوسنا أرفع أنواعها
وأقدس وأزهى ألوانها وإنه بصوته فقط
يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا
وقال عنه أنيس منصور
ولا يزال المرحوم الشيخ رفعت أجمل
الأصوات وأروعهاوسر جمال وجلال
صوت الشيخ رفعت أنه فريد في معدنه وأن هذا الصوت
قادر على أن يرفعك
إلى مستوى الآيات ومعانيها ثم إنه ليس كمثل أي
صوت آخر
ويصف محمد عبد الوهاب صوت الشيخ محمد رفعت
بأنه ملائكي يأتى من السماء لأول مرة
أما علي خليل "شيخ
الإذاعيين" فيقول عنه
إنه كان هادئ النفس تحس وأنت جالس
معه أن الرجل مستمتع بحياته
وكأنه في جنة الخلد كان كيانًا
ملائكيًّا ترى في وجهه الصفاء والنقاء
والطمأنينة والإيمان الخالص للخالق
وكأنه ليس من أهل الأرض
فارق الشيخ الحياة في 9 مايو عام
1950م
_______________
اعداد
د. احمد الخواجه
لا تتردد اترك تعليقا أو استفسارا أو شاركنا رأيك
Enregistrer un commentaire