التنكيت على خالية الأمير ..02
التنكيت على خالية الأمير ..02
قال الأمير رحمه الله :
تميس فتزري بالغصون
تمايلاً
تروح وتغدو في برود من
الخالِ
التنكيت :
- يشبه قصيدة صاحبه
بذات الخال والخلخال التي تميس ، و الميس: التبختر، والفعل ماس يميس ميسا وميسانا
أي تبختر واختال. وغصن مياس: مائل. ومنه قول الشاعر :
وإني لمن قنعانها حين
أعتزي ... وأمشي بها نحو الوغى أتميَّسُ
ورجل مياس وجارية مياسة
إذا كانا يتبختران في مشيتهما ، والمشي اختيالا دلالة على الزهو بالجمال ، وعلى
الكِبر والغرور وطغيان الاعتداد بالنفس ، ومنه قول البكري عن وائل بن ربيعة :
ونحن قهرنا تغلب ابنة
وائلِِ .. بقتلِ كليبِ إذ طغا وتخيّلا ..
وهو وإن كان في الرجال
مذموما ، فهو في النساء أمارةُ ملاحة وعلامةُ حسن ، ودليل أنوثة صافية ، لهذا شبّه
الشاعر قصيدته بها في الرّقة والاعتداد بها والملاحة والحُسن ..
- تروحُ وتغدو في برود
من الخالِ : الخالُ في هذا الموضع هو نوع من أنواع البرود ، ومفردها بردة وهي
الحُلة من الثياب التي تكون وسطا بين اللين والخشونة ، وهي التي عناه الشماخ بن
ضرار رضي الله عنه في الزائية :
وثوبانِ من خال وتسعون
درهماً ...
على ذاك مقروض منَ
الجلد ماعزُ
وقد فصلّ في القوس
العذراء بعض وصفها حيثُ قال أبو فهر رحمه الله :
فَقَالَ : إزَارٌ مِنْ
الشَّرْعَبِيِّ وَأَرْبَعُ مِنْ سِيَرَاءِ الحُلَلْ
بُرُودٌ تَضِنُّ
بِهِنَّ التِّجَارُ إذَا رَامَهُنَّ مَلِيكٌ أَجَلّْ
وَمِنْ أَرْضِ قَيْصَرَ
: حُمْرٌ ثَمَانٍ جَلاَهَا الهِرَقْلِيُّ، مِثْلُ الشُّعَلْ
ثَمَان تُضيءُ عَليكَ
الدُّجَى! إذا عَمِيَ النَّجْمُ، نعمَ البَِدلْ
وَبُرْدَانِ من نَسْجِ
خَالٍ ،أَشَف وَأَنْعَمُ مِنْ خَدِّ عَذْرَاءَ..، بَلْ
إذَا بُسِطَا َتْحَتَ
شَمْسِ النَهارِ، فَالشَّمْسُ تَحْتَهُمَا..، لَيْسَ ظِلّْ
ـ وَتِسْعُون مِثْلُ
عُيُونِ الجَرَادِ..، بَرَّاقَةٌ كَغَدِيرِ الوَشَلْ
كَمِرْآةِ حَسْنَاءَ
مَفْتُونٍة، كَرَأْسِ سِنَانٍ حَدِيثٍ صُقِلْ
فهو يصف هذه البرود
بأنها أنعم من خدّ العذراء ، بل وفوق ذلك لو بسطت البرود تحت الشمس لا يكون لها ظل
لأنها شفافة ناعمة ، وهي بر|قة كالغدير قليل الماء ، وكأنها مرآة حسناء فاتنة
صافية الجلد كأنه رأس السيف المصقول ..
وعَجزُ هذا البيت الذي
أورده الأمير هو تضمين من قصيدة ابن هشام اللخمي الخالية حيث يقول فيها :
أقوم لخالي وَهُوَ
يَوْمًا بِذِي خالِ
تروح وتغدو فِي برودٍ
من الخالِ
ومعنى بيت الأمير في
التشبيه لقصيدة ابن جرجيس بأنها مثل الحسناء التي تروح وتغدو في حلةِِ وبردة تميلُ
بها وتميس تيها ودلالا وخيلاء ..
..يُتبع ..
أبو المعالي الظاهري
كتاب التكيت على خالية الأمير كاملا من هنا
لا تتردد اترك تعليقا أو استفسارا أو شاركنا رأيك
إرسال تعليق