صلاح الدين الأيّوبي - رحمه الله - كان يحملُ هَمّ الأمّةِ فى قلبهِ ..
صلاح الدين الأيّوبي - رحمه الله - كان يحملُ هَمّ الأمّةِ فى قلبهِ ..
كانَ يبْكي كلَّما تذكَر ذلَّ المُسلمين تحت حكم الصليبينَ في بيتِ المَقدس والسّواحل ، وحين أراد أن يفتح مدينة القُدس كان لا يطيق النّوم ولا يبتسم ، ولا يأكل إلاَّ بعد اليوم واليومين بسبب التّفكير الطّويل في السّبيل لتَحرير هذه الأرض المُقدَّسة ...
وكان ينظر إلى عكَّا من مكان بعيد
ثمَّ يُطلق زَفرة ألم يعتلجُ في قلبهِ ،
وكان يلتفت كالأمّ الثّكلى التي فقدت
وليدها في وجوهِ قادته ذات اليمين وذات الشّمال ،
ثمَّ يقول : يا للإسلام ! ياللإسلام
!
ثمَّ يقوم بنفسه على صهوة جوادهِ
ينتقل من بلدٍ إلى بلد ومن مملكةٍ إلى مملكة يجمع الرّجال بنفسه ، ويجهّز السّلاح
، ويعُدّ للقتال .
يقول القاضي ابن شدَّاد :
إنِّي أراهُ وهو ينظر إلى الأساطيل
الصليبية وأنا أَعُدُّها أمامه من صلاة العصر إلى غروب الشّمس أسطولاً أسطولاً ،
وقد رُفع عليها الصليب فبلغت أكثر من إحدى وسبعين مركبة ، عليها الرجال مدجَّجين
بالحديد ، يرفعون الصلبان والأناجيل، ومع ذلك فإنَّ صلاح الدين كان لا يزداد إلاَّ
قوَّة نفس ، وأملاً كبيراً في استرداد الأرض المحتلة من غاصبيها؛ مع قوَّتهم وضعف
المسلمين آنذاك ...
وكان ـ رحمه الله ـ يعبئ الصّفوف ،
ويُجنّد الجنود ، ولم يُصَلِّ على ولده عندما مات صلاة الجنازة ؛ لأنَّ المسجد
الأقصى أحقُّ من ولده ؛ لأنَّه في يد الصليبيين وقد ذبحوا فيه أكثر من سبعين ألف
مسلم ، وهذا أحرى بالاهتمام منه بولده .
أعداد / مصطفي سلام
لا تتردد اترك تعليقا أو استفسارا أو شاركنا رأيك
إرسال تعليق